الوصف
“كان مسيو ميشيل يشق عباب الطريق بسيارته الرينوت، حيث غالبية سياراتهم من صناعتهم وغايتهم من ذلك نحو ترويج وتسويق منتجاتهم، لكن علمت قبل مجيئي أن المطر لتوه قد توقف بعد ما أمطرت السماء بزخات رشاتها وقطراتها المتفرقة في أرض (أفينو دو بغيست) كان ذلك المطر الهادئ ملامسا أرضها بكل حنان، وخلال السير ظلت مدام (غوزيل) تحدثني عن (بغيست) المدينة لكل صغيرة وكبيرة حيث كانت تنتابني نوبات ضحك وهي تسهب لي نحو أبسط التفاصيل متذكرا في الوقت نفسه ما يستهوي النساء من ثرثرة الكلام والغوص في سفاسف الأمور، وهي تنظر إلى من المرآة التي تعلو رأسها، وعلى هذا النحو وإذا ما انتهت من حديثها بعد ما كنت أنصت إليها، أمعنت النظر نحو المناظر الخارجية ومن منظر إلى آخر محاولا قدر المستطاع التمتع برؤوية مناظر المدينة باخضرارها التي سرعان ما تنموا بها المزروعات وأعشاب المراعي في كل بقعة من أرض (بغوتاين) ومن دون تدخل من بني الإنسان والتي أبهرتني إطلالتها عند وصولي وحفزتني نحو التقاط الصورة تلو الأخرى بدأ من أبنيتها والتي يعلوها بيوت معظم أسقفها من القرميد الأحمر إلى مساحاتها الخضراء، كما أننا مررنا (بغو دو سيام) وغو بمعنى شارع، أما عندما اقتربنا من ميناءها رأيت ما سوى ما تبقى من قلعتها البحرية وهي من شواهد الأسلاف”
- “هذه اللحظات التي عايشتها في بغيست ما هي سوى مخزون آسر لطالب ذهب للدراسة لفترة من الوقت، حيث أبى لنفسه أن تكون تجربته من مساجلات يومياته في طي النسيان. ومن خلال ترددي إلى أرض الفرنس فقد جبت أنحاء غير قليلة من أراضيها وأشهد أني ما خرجت كارهاً لها بل مبتهجاً شديد الحزن لمفارقتها.”