الوصف
” يعد التدريب أحد العوامل الأساسية لاكتساب المعارف والمهارات التي تمكن البشر من إدارتهم لحياتهم العملية، ومن ثم تطوير وإعمار الأرض؛ ولذا أخذ التدريب موضعا مميزا في تأهيل البشر قديمًا وحديثًا فقد بدأت هذه العملية منذ خلق آدم عليه السلام، حيث كان التعليم والإعداد لآدم سابقًا لنزوله الأرض تمهيدًا لتملكه ما يعينه على تحقيق مراد الله تعالى من خلقه له، وفي هذا السياق قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – توجيهاته وأوامره في صقل مهارات ومعارف المسلمين في بدء عصر تأسيس الإنسان المتحضر العصري، وذلك قبل انتشارهم في بقاع الأرض ليعمرها؛ لينقلهم من جمود الجهل إلى رحابة التأهيل واكتساب المعارف، مؤسسا لمدنية حديثة قائمة على العلم والإعداد والتأهيل. وبمتابعة هذه التوجيهات وأساليب تطبيقها في العصر النبوي يتضح أن ما قدمته العلوم الإسلامية في تأهيل الإنسان يعتبر سبقا فريدًا في التربية والتزكية والتدريب، حيث عززت القدرات الفردية وفق نموذج التوجيه النبوي الشريف، فتمت تنمية الخبرات وصقل المهارات بصورة بديعة. وهذا ما يسعى الكتاب إلى توضيحه وبيان التفرد والسبق في فنون التدريب والتأهيل.”