الوصف
“في ثلاجة الموتى يتجمد كل شيء حتى الزمن…فما إن تدخلها حتى يتوقف إحساسك بالزمن ولا تعرف كم لَبِثت فيها إلا حين تخرج في ثلاجة الموتى من المتوقع أن يسود المكان البرودة….إلا أن عَرقي دائما ما يتصبب بغزارة و كأن هناك مصدرا غير مرئي للحرارة في المكان في ثلاجة الموتى يسود صمت غريب لا يقطعه سوى أزيز المبردات، وصوت فتح وغلق أبواب الثلاجات في ثلاجة الموتى تتضاعف قوة حواسي بصورة غير طبيعية….أرى ما لا يراه غيري…و أسمع ما لا يسمعه غيري… و أشم ما لا يشمه غيري أمّا عن الشم… فحدِّث و لا حرج …. تخبرني الرائحة من بعيد و دون أن أرى أن هذا ضحية حريق هائل….و رائحة الدماء تخبرني أن شخصا قد تم نحره ببشاعة…و رائحة أخرى تخبرني أن شخصا ما قد قضى نَحبَه منذ عدة أيام دون أن ينتبه أحد لموته إلا دابة الأرض….و تلك الرائحة لغريق ابتلعه البحر لأيام ثم لَفَظه في ثلاجة الموتى تتحول أسماء البشر إلى أرقام، وتتبدل مساكنهم المتسعة إلى عيون ضيقة، ويفر الأهل و يولّون الدُبُر في ثلاجة الموتى يستوي الليل والنهار، والحَر و البرد، و الفقير و الغني في ثلاجة الموتى تنكشف أغرب الأسرار، وتبدأ رحلة التمايز بين الأشرار والأخيار في ثلاجة الموتى…أنت محظوظ إن دخلت و خرجت على قدميك !”