الوصف
“لو عاد السيد المسيح اليوم لوجد كثيراً يصنعه ويعيد صنعه ، ولصنع كثيراً بين أتباعه ومن يعملون بإسمه ويتواصلون بوصاياه ، ولكن الدنيا التى يصنع فيها الهداة صنيعاً كثيراً خير من الدنيا التى لا موضع فيها لصنيع الهداة وجهاد الضمير . ولن يختم المسيح العائد إلى الدنيا رسالة الخير والهداية ، فتلك هى شوط الضمير الذى لا ختام له ، وهو الغاية وراء كل ختام . وسيعلم الناس في العصر الحديث إن لم يكونوا قد علموا حتى اليوم ، أن عقيدة الانسان شىء لا يأتيه من الخارج فيقبله مرضاة للداعى أو ممتناً عليه ولكنها هى ضميره وقوام حياته الباطنية يصلحه إن احتاج إلى الإصلاح ، كما يصلح بدنه عند الطبيب وهو لا يمتن عليه ولا يرى أنه عالج نفسه لمرضاته . فالعقيدة مسألة الإنسان ، لا شأن للأنبياء بها إلا لأنها مسألة الإنسان .”