الوصف
“لم يرصد أبو تمام في “ديوان الحماسة”، أعلام ومشاهير الشعراء، كما تفعل الغالبية في عصره، بل تناول كل من كتب في موضوعه، ألا وهو الحماسة.
كما أنّه لم يفصل بين عصور الشّعراء، معتمداً في ذلك على أن يبحث عن المعنى لا عن العصر. كما يلاحظ أنّ عدداً كبيراً من شعراء الحماسة ينتسبون لقبيلة طيء التي ينتمي إليها الشّاعر بالولاء..(55 شاعراً من مجموع الشعراء -351 شاعراً – من قبيلته طىء).
ونتبين من الديوان، أن اختيارات أبي تمام فيه، تعبر عن الذوق الغني، إذ يقتطف مقاطع من القصائد التي تجمع إلى حُسن المعنى، جزالة اللفظ حيناً، وجمال التشبيه حيناً آخر.. بينما تميز ما كان يكتبه من شعر، بعمق الفكرة وقوة اللغة. وهو ما حيّر الباحث النقدي في تلك المفارقة بين اختياراته وأشعاره.. حتى قال أحد النقاد: أبو تمّام في حماسته أشعر منه في شعره!”