الوصف
“لقد أنشأ الكواكبي جريدة “الشهباء” في حلب، فأقفلتها الحكومة، ثم جريدة “الاعتدال” التي تمّ تعطيلها، بعد أن حنق عليه أعداء الإصلاح. وأحدث كتابان له صيتاً عريضاً ومايزال محتواهما يثير المجادلات حتى اليوم، هما “أمّ القرى” و”طبائع الاستبداد”. وقد عُدّ من كبار رجال النهضة الحديثة، ووضع “سامي الدهان” في سيرته كتاباً سمّاه “عبد الرحمن الكواكبي”.
يقول جان داية في هذا الكتاب (ص11): “لأنّ الكواكبي كان المحرّر الأول والثاني والثالث في الشهباء، فقد رأيت من الطبيعي أن أدرس كتاباته فيها بالمقارنة مع كتاباته اللاحقة في “طبائع الاستبداد” و”أم القرى”. أي أني اجتهدتُ في البرهان على أنّ جذور الفكر الإصلاحي الديني والزمني لدى الكواكبي تمتدّ إلى باكورة نتاجه في هذا النطاق المتمثّلةِ في افتتاحيات جريدته”.
ولا شكّ أنّ جان داية قد أورد مادة توثيقية غنية في هذا الكتاب، وزاد في قيمتها ما قدّمه من تحليلات واستنتاجات، تفتح المجال واسعاً لدراسة جوانب متعدّدة من فكر الكواكبي.”