الوصف
مكتبة ابن سينا
تحقيق محمد إبراهيم سليم
“عن موقع نيل وفرات:
إن مفتاح تحديد هذا المصطلح، هو الحذر اللغوي (فقه) الذي يدل بعامة على العلم بالشيء، وهو مشتق من الشق والفتح، فيكون “فقه اللغة” من هذا المنطق، علم اللغة والغوص إلى دقائقها وغوامضها وهو ما أكده عنوان الكتاب بقسميه (الأول والثاني): فقه اللغة وسر العربية. هذا الكتاب واحد من كتب قليلة جداً شُغلت بلغة العرب وأساليبهم، ومأثورهم البياني، وخصوصيات البناء والصياغة والاشتقاق، وسائر معهودهم في استخدام اللغة، أداة راقية منظورة لحمل أرقى الرسالات الإنسانية في الدين والدنيا.
أما أهمية هذا الكتاب، فمن نافل القول إثبات ذلك أو الخوض فيه، لأنه واحد من كتب قليلة جداً عالجت هذا الشأن اللغوي الدقيق، نفد فيه مؤلفه إلى لباب اللغة ولطائفها من غير عنت آو تعقيد، أو تنظير منفر يستحوذ على القواعد والقيود دون الجواهر، كما هي الحال في بعض مسائل النحو ومدارسة وقواعده وعلله.
غاص أبو فيصور على معاني اللغة وآدابها وأساليبها، فاجتنى منها الدرر الغوالي وخاض في تقليباتها وتصريفاتها، وأبحر في أديم أسمائها وأوصافها، ودقائق الأشياء ومعالمها، فبلغ التخوم، والنهايات، تخوم الإعجاز، ونهايات البلاغة التعبيرية الرصينة التي يقبل عليها الباحث، والأديب، والعالم والفنان، فيجد كل منهم ضالته وبغيته، محققاً فيه قول أبى عثمان الجاحظ في كتابه “الحيوان”.
“هذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم وتتشابه فيه العرب والعجم، يشتهيه الفتيان كما تشتهيه الشيوخ، ويشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك، ومتى ظفر بمثله صاحب علم أو هجم عليه طالب فقه، فقد كفى مؤونة جمعة وخزنة، وطلبة وتتبعه، وأعناه ذلك عن طول التفكير”.
ولأهمية هذا الكتاب عني الدكتور “ياسين الأيوبي” بتحقيق الكتاب وتحلي عمله بـ أولاً: تخريج الأحاديث النبوية وشرحها وتحديد مواقعها. ثانياً: تحديد موقع الشاهد القرآني في السورة والآية وربطه بالسياق العام لمنطوق الآية ودلالاتها العامة أو الخاصة، ثالثاً: تحديد موقع الشاهد الشعري من الديوان، ومن القصيدة التي استل منها ذاكراً المناسبة التي نظمت لأجلها القصيدة ومطلعها، شارحاً المقتضى من الشاهد… رابعاً: ولأجل الشرح اللغوي خاض المحقق لأجله غمار عدد من المعجمات اللغوية العريقة، ما بين الموسوعي المسهب والوجيز المقتضى، مروراً بالمتوسط والدلالي! تصدرها اثنان لا غنى عنهما لأي قارئ كان هما: “لسان العرب” لابن منظور “والمعجم الوسيط” للمجمع اللغوي في القاهرة.”