الوصف
“عندما تسري -العادات- في حياة الناس يتغلغل أثرها في نفوسهم حتى تصبح كأنما جبلت عليها، فيصعب اقتلاعها منها كما يصعب اقتلاع الأطواد الشم الرواسخ من الأرض، ولهذا يلقى المصلحون عنتا شديدا عندما يواجهون في مشروعهم الإصلاحي عادات متحكمة تنجذب إليها النفوس وتتفاعل معها الرغبات، وكم من عادة تتفشى في الناس فتمتد من مجتمع إلى مجتمع من غير أن تستنكف منها النفوس أو يعترضها معارضون.
ومن العجيب سريان هذه العادات في الخاصة والعامة، وبين أولي العلم والجهلة، فلا تلقى استنكارا ولا تجد تحديا، وهذا إنما يعود إلى قابلية النفوس لتلقي كل جديد يستهويها، إما لما تجد فيه من التخلص من المسؤولية وتبعاتها، وإما لما تتصور فيه من راحة بسبب بعدها عن الالتزام .
وما من ريب أن دأب النفوس الميل إلى الأدنى والانجذاب نحو الأسوأ، والتأفف من التكاليف التي تراها شاقة عليها ومقيدة لحريتها.
ودأب النفوس السوء من حيث طبعها
إذا لم يصنها للبصائر نور”
“يتضمن كتاب نداء الحق أربعة عشر محورا وخاتمة؛ حيث يأتي المحور الأول عن ما يتعلق بالإيمان بالله وتصريفه الخلق. ويأتي المحور الثاني عما يتعلق بتعظيم كتاب الله وتوقير العلم. أما المحور الثالث فيتمحور حول ما يتعلق بحسن أداء العبادات المشروعة. والمحور الرابع في طلب العلم ونشره. ويأتي المحور الخامس في العلاقات الاجتماعية وبناء الأسرة الصالحة. والمحور السادس فيما يتعلق بالعقل. والمحور السابع: في السكوت عن المنكرات. والمحور الثامن: فيما يتعلق بالأموال. ويتحدث المحور التاسع: عن ما يتعلق باللباس. والعاشر عن التقاليد . والحادي عشر عن البيان ويتمحور المحور الثاني عشر عن الأخلاق. ويتحدث المحور الثالث عشر عن ما يتعلق بتربية الأولاد . أما المحور الرابع عشر والأخير فيتعلق بالتوبة والوصية. ثم الخاتمة التي تأتي في تحصيل ما ذُكر في المحاور جميعها.”