الوصف
“تضطرب أنفاسك، وتيمِّم بصرك شطر الجبال الشَّامخة قبالتك. يجفُّ لعابك وينعقد لسانك. كم مضى عليك من دهور مذ خاطبته آخر مرَّة؟ لقد ظلَّ قرارك الأخير بعبادة خالقك على طريقتك معلَّقا. كم مرَّت بك من ليالٍ عجافٍ لم تفلح فيها في مناجاته رغم محاولاتك؟ هل نسيت كيف تكون خلوة العبد بربِّه؟ أم أنَّك لا تعرف سبيلا غير الطُّرق القديمة التي نفرتها؟ لقد كنت يوما حيَّ بن يقظان على جزيرة مهجورة، فهل يسعك هذه اللَّيلة أن تكون موسى؟ تهمس بصوت خافت لا يسمعه غيرك، رغم السُّكون المخيِّم حولك، لكنَّك تدرك يقينا أنَّه يحصي حركاتك وسكناتك، ولا يفوته شيء من خلجاتك. تخرج حروفك مرتبكة باهتة، مثل زفرة طويلة متعبة: يا ربُّ، يا إلهي.. يا خالقي.. أيًّا كان اسمك.. أرني أنظر إليك!”
“تدور أحداث الرواية حول شاب يُدعى “مالك” تونسي الأصل، نشأ نشأة إسلامية وتشرب الفكر الإسلامي وتربى على هم الدعوة. وعاش مالك كما يعيش الملتزمون حتى انتهى به الأمر – كما يحدث غالبًا في الدول العربية – بالاعتقال. قضى وقتًا بين التعذيب والوحدة حتى كتب الله له أن يخرج من السجون.
وأخذ الشاب قرار السفر، فهاجر بطريقة غير شرعية حتى يتخلص من ذكريات الاعتقال والألم، فبدأ رحلة جديدة من الصراع ولكنه صراعٌ مختلف، صراع السطوة الفكرية وسلطة الثقافة الغالبة حتى انتهى به الأمر على مشارف الإلحاد. ولكن الله قد أنجاه فأنقذه من الانحراف وهداه إلى الطريق. تُعالج هذه الرواية التصادم الذي يحدث للشاب الملتزم إذا تعرض لثقافة الغرب المنحرفة.”