الوصف
“حينما تقدم ماكس الشاب لدراسة الفيزياء في جامعة ميونخ نصحه أحد مدرسيه هناك في البداية، ويدعى فيليب فون يولي، قائلاً عن الفيزياء أن “هذا المجال تم اكتشاف كل شيء فيه تقريباً، وكل ما تبقى هو قليل من الثغرات”، كان الشائع وقتها هو أن نيوتن قال أن (F-ma) وكانت البقية مجرد تفاصيل وتطبيقات، وأن كل شيء قد انتهى، وأن العلم قد وصل لذروة مجده، لكن ماكس يرُد على الأستاذ أنه لا ينوي اكتشاف أشياء جديدة لكنه يود أن يتعمق في فهم أساسيات الفيزياء.
يستمر ماكس بلانك في طريقه ليدرس الفيزياء التي أحبها، بجانب اللعب على البيانو والذي لم يتركه طوال عمره، ثم في نهاية الحكاية نكتشف أن هذا الشاب الصغير الملتزم سيكون هو مؤسس ذلك العلم الجديد الذي -بعد أعوام قليلة- سيقلب الطاولة على كل الفيزياء السابقة، وليفتح مجالا بحثيا جديدا تماما في الفيزياء، ويخرق كل ما يمكن أن نضعه تحت عنوان “كتاب الفيزياء الكلاسيكية المقدس”.
لقد أعيد علم الفيزياء بشكل ما إلى “وضع المصنع”، بعدما كان الجميع يقول إننا قد انتهينا بالفعل. حيث أصبحنا نفتقد للمعرفة اليقينية أثناء تحديدنا لأبسط الموضوعات الكلاسيكية كالموضع والزخم، وبتنا نفتقد لفهم الفروق الواضحة بين الموجة والجسيم، وتحددت مفاهيم قوية وثابتة كالموضوعية والمحلية والاستمرارية والحتمية السببية بعلاقات عدم اليقين والطبيعة الاحتمالية للميكانيك الكمومي، ولتدخل الملاحظة كجزء من عملية الرصد بشكل أو بآخر فينهار الوضع الكمومي لحالة محددة مما يمنعنا من فهم جوهره.”