الوصف
” انا أنتمي إلى جيل كثير منا كانت حياته واهتماماته ترفيهية تافهة.. وكان ضعيفاً دينياً – بل أكثر- فمنا من لم يكن يصلي إلا الجمُع- إن صلى- ومعرفياً ” جهل مركب فظيع” ، ولم تكن له أهداف يسعى لها، يهيم في الحياة.
لم ينشأ هذا الجيل في حلق التحفيظ، وآخر عهده بالقراءة كتب موسوعية في طفولته، أو روايات في مراهقته، فجأة صارت له خطط في شتى العلوم، يواجهها بما أعقبه نظام حياته السابق من خور في الهمة ومن مشاكل حقيقة في التركيز، فيقرأ قليلاً في هذا الكتاب وينقطع، ويريد مشاهدة سلسلة محاضرات عن موضوع ما، ويسجل في برنامج علمي وبرنامجين وثلاث… يعاني في الانضباط ، وهذا لانعدام الصورة الواضحة لما يريده من المعرفة، فلا هدف ولا مصبر. وأنا لما سلكت هذا السبيل كسرني فشلي في تحقيق مرادي، وأعقبني ذلك خوفاً يشلني.
علمياً الآن أنا منقطع تماماً، أوقفت جميع برامجي العلمية المنظمة، صوناً لنفسي من تعذيبها فيما لا -أظن- منه طائلاً. أمر بفترة لو قيل لي صفها بكلمة لاخترت لفظة ضياع ، سؤال المليون دولار كما يقال: كيف أعرف من أنا، ومن أرغب من أكونه ؟ كيف أقشع هذا الضباب الذي من حولي حتى تنضج رؤيتي وتصوري عن مستقبلي وعن علاقتي بالمعرفة والعلم ، كيف أعرف ما أحب وما أجيد”.
هذا الكتاب يتحدث عن مشاكل الهوية وتحديات الإيمان والثبات والتفكير بين النقد والشك لدى الجيل الصاعد.
سبب تأليف الكتاب : رسالة طويلة وسؤال أتى للمؤلف، يشكو صاحبه ضياع بداخله وانكسار لهمته وبعد عن البوصلة ، فأجاب المؤلف بعدة إجابات متفرقة ثم حولها لكتاب.