الوصف
“يعد كتاب “سيرة حياة وتاريخ وطن”، للشيخ صالح بن عيسى الحارثي من المصادر التي تسلط الضوء على النضال السياسي العماني في فترة الخمسينيات والستينيات والتاريخ العماني منذ الأربعينيات إلى الثمانينيات من القرن العشرين.
يتناول هذا الكتاب الذي أعده الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي سيرة الشيخ صالح بن عيسى الحارثي وملامح من حياته منذ طفولته وحتى وفاته وجهوده في الجانب السياسي، ويضم مسيرته ضمن وثائق وصور وصحف مختلفة. تفيد مصادر الكتاب أن الشيخ صالح بن عيسى الحارثي قد ولد في بلدة القابل بمحافظة شمال الشرقية, حيث خرج من أسرة صالحة متزنة ذات مجد عريق وتدين وفكر ووعي, فنجد جده الأول راشد بن سعيد أحد الفقهاء في صدر عهد دولة اليعاربة, ووالده قاضيا للإمام سيف بن سلطان اليعربي على جعلان, وسعى الحارثي دائما أن يكون الساعد الأيمن والرفيق لوالده في حله وفي ترحاله في شتى أنحاء عُمان, حيث قام بدور المساند لوالده في كثير من الأمور منذ فتوته, وأنجز الكثير من المهام الرسمية المهمة نيابة عنه ونالت الكثير منها بالنجاح, أن هذه الأسره والبيئة التي نشأ فيها الحارثي لها دور كبير في انطلاقه نحو المعالي والقمم العالية, وفي الجانب الأدبي والبلاغي كان ذو لسان فصيح متمكنا من التعبير والإنشاء, متميزا بأسلوب أدبي دقيق ولغة محكمة، حيث ينساب الكلام من قلمه ببلاغة كانسياب الماء من السماء, كانت له ثقافة شعرية غاية في البلاغة والعذوبة ويصلح أن يجمع في ديوان شعري صغير. وأيضا كان محبا للفروسية متربعا في أحضانها ولقب بفارس المصنة بضم الميم وفتح الصاد وتشديد النون, وهي فرسه التي كان يؤثرها. ينقسم الكتاب إلى عدة فصول ومنها إرث الأسلاف ويسلط الضوء على الأسرة والعصر وأثر التاريخ في شخصية الحارثي وبعض صور أفراد أسرته ومحل إقامته, كما ضم فصل وعي الأحداث، ملامح من حياة الشيخ منذ ولادته وحتى توليه المشيخة وأثر البيئة والأسرة التي نشأ فيها على شخصيته, كما جاء في فصل في قلب المعركة، حيث سرد دور الشيخ وجهوده في ثورة الجبل الأخضر منذ بدايتها وحتى خروجه من عمان عام 1955 مسندا إلى بعض الصور المتعلقه بالمعركة، وتضمن فصل دبلوماسي المنفى، جهود الشيخ بصفته نائب الإمام في المعركة السياسية, وفي فصل الوطني الناصح تناول حياة الشيخ في عصر النهضة المباركة وحتى وفاته عام 1987، فحين تولى جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد كان الشيخ صالح الحارثي أحد الداعمين والمؤيدين للحكومة الجديدة والأمل يحدوه أن لها دورا كبيرا في نهضة عمان وتقدمها.” عهود الجرادية
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.