الوصف
“مفكر ورحالة نمساوي مسلم، انشغل بقضايا الإسلام الكبرى جهادا وتأليفا، فقاتل مع الزعيم الليبي عمر المختار ضد الإيطاليين، وأسس مع العلامة محمد إقبال دولة باكستان، واهتم في مؤلفاته بإزالة الشبهات المثارة حول الإسلام، وتجسير العلاقة بين الغرب والإسلام.”
“في أولى سنوات القرن العشرين، في مدينة لفوف غرب أوكرانيا التي كانت تابعة للإمبراطورية النمساوية الهنغارية، ولد لمحامٍ يهودي من عائلة عريقة طفل احتفل به أبواه صغيرا، قبل أن يكبر ويدرس الفن والفلسفة في جامعة فيينا، ويعمل صحفيا ومراسلا في البلاد العربية.
عمل ليوبولد فايس، في برلين بفرع لوكالة “يونايتد برس أوف أميركا”، وأصبح عام 1921 محررا ثقافيا في صحيفة فرانكفورتر آلغماينه.
قادته الصحافة إلى القدس التي انتقل للعيش فيها في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، وهناك كتب مقالات أبرزت القلق العربي المبكر من مشروع تأسيس دولة يهودية في فلسطين، ولكنه بدلا من التركيز على تغطية الأحداث السياسية في الشرق الأوسط توجه لدراسة الإسلام، وقرر -في زيارة لبرلين عام 1926- أن يصبح مسلما يحمل اسم “محمد أسد”، وسرعان ما لحقته زوجته.
عاش محمد أسد في دول عربية وإسلامية، ثم استقر في شبه القارة الهندية، وبعد إسلامه سافر لأداء فريضة الحج واستقر في المدينة المنورة، وتعرف إلى مؤسس السعودية وأول ملوكها عبد العزيز آل سعود، وعمل مستشارا له.
وساهم أسد مع المفكر الهندي الكبير محمد إقبال في إقامة دولة إسلامية مستقلة عن الهند، سميت لاحقا باكستان التي حصل على جنسيتها وتقلد عدة مناصب فيها، كان آخرها منصب سفير باكستان لدى الأمم المتحدة في بداية خمسينيات القرن الماضي، قبل التنحي والتفرغ للكتابة.
وفي عام 1952 استقال من وظيفته وغادر نيويورك إلى سويسرا حيث بقي 10 سنوات تفرغ فيها للكتابة والتأليف، ثم رحل إلى مدينة طنجة المغربية وقضى فيها 20 عاما.
وروى أسد في كتابه “الطريق إلى مكة” السنوات التي قضاها في الجزيرة العربية قبل أن ينتقل إلى الهند، وكتب في مقدمة كتابه واصفا إياها بأنها “السنوات المثيرة التي قضيتها مرتحلا بين كل دول المنطقة على وجه التقريب، من أقصى صحراء ليبيا حتى مرتفعات باميرز المغطاة بالجليد في أفغانستان، وبين مضيق البوسفور حتى بحر العرب”.
وتحدث بالتفصيل عن رحلة من 23 يوما قضاها في صيف سنة 1932، وشملت تأملات روحية وفلسفية مهمة دوّنها في كتابه.
قال أسد إن الجزيرة العربية التي صورها في كتابه لم تعد موجودة، فقد تراجعت وحدتها وجلالها في ظل تدفق هائل للنفط والذهب الذي جلبه النفط، معتبرا أن بساطتها العظيمة قد اختفت ومعها الكثير من الأشياء الفريدة من نوعها.
ووصف محمد أسد الألم الذي يعتصره عندما تذكر رحلته الصحراوية التي أشرف فيها على الموت في سنواته الأخيرة، معتبرا أن الأمر أشبه “بضياع لا رجعة فيه” بحسب تعبيره.
وعبّر في كتابه عن فهمه للثقافات المحلية، معتبرا أن الدين يتجاوز المنطق الفردي والشخصي ليصبح جزءا من الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية والروحية لتلك المجتمعات.
وينقسم الكتاب لأجزاء تناول فيها أسد سيرة حياته وطفولته، وكيف عمل في الصحافة، والمغامرات التي خاضها واجتماعاته مع الشخصيات المؤثرة التي التقى بها.
وشرح تحولاته الدينية والإيمانية، وتناول بشكل خاص مفهوم الفطرة عند المسلمين “المفهوم الإسلامي للطبيعة البشرية”، وتأملاته حول الروحانية التي تؤثر في حياة المسلمين.”