الوصف
“في الفترات العصيبة تظهر معادنُ النفوسِ، وتتمثَّل على حقيقتها بلا مواربة ولا تجمُّل، نفوس تتصارع من أجل السُّلطة لنزواتها الشخصية، وأخرى تجعل السُّلطة في صالح أمتها .. ليس ما يحدث هنا سجالًا بين السيوف بقدر ما هو سجال بين النفوس، بل وفي داخل النفس الواحدة تتمثَّل التناقضات بعد أن انفرط العقد هناك عند قلعة جعبر .. حيث قُتل عماد الدين زنكي، وحيث بدأ ربيع أيوب في نسج ملحمةٍ تاريخية مؤلمة؛ فقد جمعت الرواية بين صور العزة والمجد والهزيمة والقهر“
“حقبة الحروب الصليبية في العامين 541هـ والتالي له، كانا عامان فارقين في مصير الحرب حيث كانت الأراضي المقدسة تتهيأ لحملة جديدة من أوروبا لتعيد هيبة الفرنجة التي دهسها عماد الدين زنكي يوم ركب نجائب الإبل وأسقط الرها من أيديهم.
في الوقت ذاته خلّف عماد الدين زنكي وراءه القيادة الإسلامية شاغرة بعدما اُغتيل على يد خادمه أثناء حصاره قلعة جعبر، مما أطمع الجميع في إرثه، ومنهم الفرنجة الذين باتوا يخططون لئلا تقوم للجيوش الإسلامية قائمة تؤرقهم، ولا شوكة تزعجهم.”