الوصف
“في تلك البلاد الشاسعة التي يحدها من الشمال سلسلة جبال الهمالايا، ومن الغرب شمال هندكوش وسليمان حيث أفغانستان وإيران، وتمتد إلى الجنوب في شبه جزيرة يقع بحر العرب على غربها.. البلاد التي اشتق اسمها من (سندهو) نهر السند.. والتي ترتع أفيالها في غابات آسام، البلاد التي تنال فيها النمور والحيات حظاً من القداسة، وتجر فيها مشاكل لا حد لها إذا اصطدت طاؤوساً. البلاد التي تغلّب على سكانها الآريون قبل 4000 سنة من الميلاد وجعلوا من عاداتهم وتقاليدهم ديناً (الهندوسية).. البلاد التي خرج فيها بوذا فانتشرت دعوته واكتسحت بقاعاً عديدة. هذه هي الهند قبل أن تنبئ قطرات الفتح فيها بغيث الإسلام.
حين ظهر الإسلام ودخل العرب في دين الله أفواجاً حمل التجار والبحارة دينهم الجديد إلى الهند في وقت كانت تئن فيه تحت التفرقة والنظام الطبقي القاسي. وجد الإسلام أرضاً خصبة وقلوباً مفتوحة، فأقيمت المساجد والشعائر وانتشر رحيق الإسلام في بلاد الهند واختلط بأرضها وهويتها وزرع جذوراً عميقة في مجتمعاتها، وكان حكم الهند على يد المسلمين في أسر متعاقبة لقرون لاحقة، ازدهرت فيها الحضارة الهندية الإسلامية”