مدونة افتكار

الرسام الياباني والإمبراطور

من كتاب “نقوش في جدار الوعي”

لـ د. وليد فتيحي

 

===

يحكى أن امبراطور اليابان قبل مئات السنين أمر أشهر رسامي عصره برسم صورة لطير معين فريد من نوعه وتروي القصة أن الإمبراطور انتظر شهورا وسنوات دون أن يعود إليه الرسام ويجيب مطلبه ,فغضب الإمبراطور وذهب بنفسه ليزور الرسام في متحفه ليسأله عن سبب تأخيره.

وعند وصول الإمبراطور أجلسه الرسام وأحضر لوحة بيضاء وبدأيرسم الطير حتى انتهى من لوحته في وقت وجيز وكانت لوحة في قمة الإبداع والإتقان أذهلت الإمبراطور وحاشيته فأبدى تعجبه من سرعة ومهارة وإبداع الرسام ودقة اللوحة وعنايتها بالتفاصيل ثم سأله الإمبراطور ما الذي أخرك عنا سنوات وقد قمت بالعمل أمام أعيننا في وقت وجيز…فلم يجب الرسام وإنما ذهب إلى مخزنه وأخرج مئات اللوحات وقد رسم فيها أجزاء مختلفة من الطير المذكور,فقد رسم الرأس والعينين والمنقار والرقبة والجناحين والأرجل والمخالب وحتى الريش ولم يترك جزءاً إلا ورسمه على حدة في لوحات عدة.

ووضع هذه اللوحات متتالية الواحدة تلو الأخرى أمام الإمبراطور الذي أومأ برأسه علامة الموافقة والرضا والإعجاب والإمتنان .

أما الحكمة اليابانية المتوارثة والمستوحاة من هذه القصة فهي أن إتقان العمل بمجمله ما هو إلا محصلة إتقان كل جزء فيه …والإتقان أساس النجاح.

فإذا أردت أن تحيا حياة ناجحة فاسع لأن يكون عامك ناجحا
وإذا أردت أن يكون عامك ناجحا فاسع لأن يكون شهرك ناجحا
وإن أردت أن يكون شهرك ناجحا فاسع لأن يكون يومك ناجحا
وإذا أردت أن يكون يومك ناجحا فاسع لأن تكون ساعتك ناجحة
الحياة الناجحة المتقنة هي محصلة لحضات ناجحات متقنات
والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها
وإن اللة يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.