الوصف
اقتباس: “إنني أذكر صباح يوم اكتشفت فيه شرنقة فى قشرة شجرة ، فى اللحظة التى كانت فيها الفراشة تحطم الغلاف وتتهيأ للخروج.
وانتظرت فترة طويلة لكنها تأخرت ، وكنت مستعجلا وبعصبية انحنيت وأخذت أدفئها بأنفاسى. كنت أدفئها بنفاذ صبر وبدأت المعجزة تتم أمامى، بأسرع مما تتم عادة.
وانفتح الغلاف وخرجت الفراشة تجر نفسها جرا.
ولن أنسى مطلقا الشناعة الى شعرت بها عندئذ ، فجناحاها لم يكونا قد تفتحا بعد وراحت تحاول بكل جسدها الصغير المرتعد ان تنشرهما.وأخذت أساعدها بأنفاسى وانا منحن فوقها لكن عبثا.
كان لابد لها من نضج بطئ ولابد للاجنحة من أن تنمو ببطء تحت الشمس ، أما الآن فقد فات الأوان ، لقد أجبرت أنفاسى الفراشة على الظهور، مثخنة قبل موعدها وارتجفت يائسة وبعد عدة ثوان ماتت فى راحة يدى.
هذه الجثة الصغيرة هي أشد ما يثقل على ضميري، لأن اغتصاب القوانين الكبرى خطيئة مميتة.
يجب ألا نستعجل ، ألا نفقد الصبر ، وأن نتبع بثقة النسق الأبدى.”
“زوربا اليوناني هي رواية للكاتب نيكوس كازانتزاكيس. تدور أحداثتها عن قصة رجل مثقف، اسمه باسيل، غارق في الكتب يلتقي مصادفة برجل أميّ مدرسته الوحيدة هي الحياة وتجاربه فيها. سرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين ويتعلم فيها المثقف باسيل الذي ورث مالا من أبيه الكثير من زوربا عن الحياة وعن حبها وفن عيشها”