الوصف
“بينما كانت الحرب الأهلية الأميركية (1861- 1865) قد اندلعت لتوها، كان الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن -الذي وعد في حملته الانتخابية بإلغاء العبودية وهو ما أدى لاندلاع تلك الحرب فور وصوله للحكم- يجلس في البيت الأبيض إلى جانب الروائية الأميركية هارييت بيتشر ستو؛ حيث قال لنكولن مازحاً أثناء استقباله للكاتبة “إذن هذه السيدة الصغيرة هي المسئولة عن تلك الحرب الكبيرة”[1]، في إشارة منه إلى الأثر العظيم الذي أحدثته رواية “كوخ العم توم” للكاتبة ودروها في تشكيل وعي شعبي جديد يقوم على رفض العبودية وتأجيج المشاعر ضدها.
وهنا يحق لنا التساؤل -كما ذهب د. الطيب بو عزة- هل يمكن لحفنة من الصفحات أن تشعل ثورة وتغير مسار تاريخ بلد بأكمله؟، بل هل باستطاعة رواية أدبية أن يتجاوز أثرها حدود التأثير الفني والجمالي والوجداني، وتقتحم ميدان التاريخ السياسي فتقلبه رأساً على عقب؟”